الثلاثاء، 29 مارس 2016

هويدا الهاشم
هزّت خصرها لعادل كرم
فاهتزت غيرة هشام حداد!

هويدا الهاشم تعيد أمجاد الرقص الشرقي
ناريمان عبود مع هشام حداد الخطوة الناقصة

بقلم جوزف قرداحي
يبدو أن التنافس على أشده ما بين محطتي "LBCI" و"MTV" اللبنانيتين يتظهّر في برامجهما على اختلافها، بدءاً من برامج المواهب الفنية والإستعراضية مروراً بالمسلسلات الدرامية وانتهاءً بالبرامج الإنتقادية الساخرة والكوميدي توك شو، المأخوذة من برامج الـ: Late night talk show الذي ابتكرته محطة الـ CBC الأميركية منذ العام 1948 مع مقدم البرامج إد سوليفان، والذي أحدث ما يشبه بداية ثورة جديدة في مفهوم البرامج الحوارية الساخرة، حيث أطلقت أكثر من محطة أميركية برامج مشابهة، تنافست فيما بينها على تقديم الأفضل، وتسابقت على اكتساب أكبر قدر ممكن من المشاهدين.

نجيب حنكش

رياض شرارة

ما ينطبق في بلاد العم سام من تنافس على البرامج التلفزيونية سواء كانت درامية أو كوميدية ساخرة، ليس بالضرورة أن ينطبق في لبنان أو في العالم العربي، وخصوصاً في زمن الإستسهال، وفقدان الأخلاقية المهنية التي كان قد أسسها في البدايات رواد أمثال الراحلين الكبيرين نجيب حنكش ورياض شرارة. فالمنافسة اليوم باتت على من يسبق من في التفاهة والإقتباسات الفارغة من المضمون ناهيك عن سوقية بعض البرامج التي باتت لا تستحي حتى من أن تكشف عن عورة مذيعاتها في سبيل استقطاب المشاهد المستسلم لما يُفرض عليه من مسلسلات هزيلة تعتمد على الشكل دون المضمون، ومنوعات سوقية يبدو فيها المذيع بائع خضار أو في أفضل الأحوال لاعب كشاتبين على البرج (أيام العز) يتذاكى على ضيفه ليغرقه في أسئلة تفوح منها رائحة الصحافة الصفراء التي لا تعيش سوى على الفضائح، وداخل غرف النوم الحمراء.

سليفي مع المخرج ناصر الفقيه
هذا التنافس بدا جلياً في الأسبوع الفائت بين برنامجي "الأل بي سي" و"الأم تي في" الأشهر : "هيدا حكي" لعادل كرم  و"لهون وبس" لهشام حداد، مع التفاوت الكبير في المستوى ما بين أداء عادل المتمكن والآتي من خلفية كوميدية حققت بصمات واضحة في عالم البرامج الساخرة، ناهيك عن خبرة تفوق العشرين عاماً في هذا المجال، وما بين هشام حداد الباني أمجاده على برنامج النكات المبتذلة "لول" وعلى خبرة هشة في تقديم برنامج "حرتقجي" الذي لم يستطع أن يحقق نسبة المشاهدة العالية التي حققها "لول". الأمر الذي يستدعي فعلاً إلى طرح أكثر من علامة إستفهام حول مستوى الذوق العام لدى جمهور التلفزيون، وبالتالي حول مستوى نضجه الثقافي ووعيه الإجتماعي، ودعوة المسؤولين إلى البحث جدياً عن المسؤول الذي يقف وراء هذا الإنحطاط في الذوق الثقافي والموسيقي والفني. فحين يصبح برنامجاً قائماً على النكات الإباحية الرخيصة، أكثر تحفيزاً للمعلن من صوت فيروز أو وديع الصافي، أو أكثر جماهيرية من مسرحيات الأخوين رحباني، على الدولة بوزارة ثقافتها أن تدق ناقوس الخطر وتعلن حالة الطوارىء، لإن انحطاط ثقافة الإعلام من انحطاط الدولة ونظامها التربوي من جذوره.  
مع المنتج المنفذ طارق كرم
من هنا ندرك أهمية أن تبادر إدارات البرامج في التلفزيونات اللبنانية إلى إعادة هيكلة برامجها وتقييمها والحرص على مضمونها المحفز نحو الأفضل، بدلاً من التسابق على المنافسة غير المتكافئة بين برامجها. وقد بدا واضحاً في الأسبوع الماضي هذه المطاردة الكاريكاتورية لعادل كرم من قبل هشام حداد، المرابض على كوع "هيدا حكي" ليكتشف هوية الضيف أو الضيفة المميّزة التي كان قد أعلن عنها عادل في حلقة سابقة من غير أن يصرّح عن إسمها. وكانت المفاجأة التي اربكت هشام حين إكتشافه أن أسطورة الرقص هويدا الهاشم هي الضيفة الأكثر من عادية التي ستحل على استديو "هيدا حكي"، ولكن دون أن يدرك تفاصيل إضافية. ما دفعه على الفور للجوء إلى أقرب وأسهل الحلول وهي الإتصال بالراقصة ناريمان عبود لتحل ضيفة على فقرة من فقرات برنامجه وعلى وجه السرعة، وذلك في محاولة منه لسرقة الأضواء من وهج ضيفة عادل كرم العائدة إلى ساحة الرقص الشرقي عودة الملكة إلى عرشها وعلى السجادات الحمراء التي فُرِشت لها في أثناء استقبالها داخل استوديوهات "الأم تي في".
هذه المطاردة وعلى الرغم من أنها أسفرت عن اختياره غير المدروس للراقصة ناريمان عبود اللاهثة وراء تلميع أمجاد وهمية، فأوقعتها تلك الأوهام كبش محرقة لأهواء هشام اللاهث هو الآخر وراء السبق الإعلامي على حساب برنامج "هيدا حكي" الذي أثبتت الإحصاءات أنه الأعلى في نسبة المشاهدة. 

أسطورة الرقص هويدا الهاشم مع عادل كرم الإستعراض الراقي
أقول هذا الكلام بتجرد ومحبة للراقصة ناريمان عبود التي ظهرت في حلقة "لهون وبس" كظل يطارد الأصل. فلا يستطيع اللحاق به لأن الظل يختفي حين تُسلّط الأضواء على الأصل.  ولا سيما أن حلقة هويدا الهاشم مع عادل كرم جاءت حلقة استثنائية بكل ما للكلمة من معنى، من حيث ضخامة الإستعراض الراقص الذي قدمته هويدا بشكل مدروس ومتقن إلى جانب فرقتها التي تألفت من نحو ثلاثين فرداً بين عازف وراقص على رأسهم ضابط الإيقاع الشهير جوزف خوري. ناهيك عن الفقرات الحوارية التي كشفت عن شخصية هويدا التي جمعت بين المرح والذكاء وسرعة البديهة. فشكلت مع عادل ثنائياً متناغماً في الحوار والأداء والقفشات، الأمر الذي ساعد على إسقاط كل حواجز الاتيكيت الإجتماعية بينهما، إلى حد تماهيه الكامل مع فرقتها الفولكلورية، فلم يتردد عادل في اعتمار العقال والكوفية ورقص الدبكة البعلبكية كواحد من أعضاء الفرقة.
عادل كرم يعتمر الكوفية البعلبكية ويرقص ضمن فرقة هويدا
لعل عادل كرم بخبرته الواسعة، مدرك سر لعبة التقديم ومفاتيح النجاح، وهو أن يجعل ضيفه يشعر وكأنه واحد من أفراد عائلته، وبالتالي أن يحب ضيفه كما يحب نفسه. فحين رقصت هويدا الهاشم على أغنية رائعة الأخوين عاصي ومنصور الرحباني والسيدة فيروز "بحبك يا لبنان" كتحية منها للعائلة الرحبانية الرائدة، كانت تدرك أيضاً كيف توازي بين قيمة الرقص الشرقي وقيمة الغناء الوطني، فأشعلت استديو "هيدا حكي" بأدائها الراقي، ليصفق لها عادل مع جمهوره هاتفاً بحرارة: "بحبك يا هويدا"! 



هويدا ترقص "بحبك يا لبنان" وعادل يهتف بحبك يا هويدا
الخطوة الأولى نحو الإستعراض الكبير المنتظر قد حققتها هويدا الهاشم بنجاح من خلال ظهورها التلفزيوني الأول بعد غياب استمر أكثر من عشر سنوات بسبب زواجها وانجابها وانشغالها بتربية وحيدها شربل الذي بلغ عامه الثامن منذ فترة، يبقى أن تتبعها هويدا بالخطوة الثانية والأهم وهي التحضير الجيد والمدروس لأعمالها الفنية المقبلة، التي ستضعها أمام رهان استعادة عرشها الذي بقي خالياً في غيابها، على الرغم من عجقة راقصات الأمر الواقع!       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق