الجمعة، 17 يونيو 2016

مسلسلات رمضان
فيلم تركي طويل!


بقلم ستفاني السخن
لن أكرّر ما قيل في السّنوات الماضية حتى اليوم عن المسلسلات الرمضانية التي باتت دون أي جدال جزءاً من المقبّلات الأساسيّة على مائدة الإفطار اليوميّة.
ممّا لا شكّ فيه أنّ إنتاج هذه المسلسلات يتطلّب قرابة السّنة من الجهود والتحضيرات لتتيح المنافسة مع المسلسلات الأخرى بعد عرضها خلال شهر رمضان،  ولتصبح في طليعة السّباق الرّمضاني من ناحية الإخراج والتمثيل المُقتبس و"المشغول". نعم، إنّه اقتباس وابتذال لا يُدركه إلّا من يتابع بدقّة أهمّ المسلسلات الرّائدة في تركيا أو المكسيك أو غيرها من تلك التي تمّ "دبلجتها" إلى العربية لتنافس في ما بعد الإنتاج المحلّي وتجذب اهتمام الشعب العربي بأجمعه.
غير أنّ تحوّل اهتمام المشاهد العربي من الأعمال الغربية إلى المسلسلات العربية، أثار حافزاً إيجابيّاَ للإنتاج المحلي من أجل تقديم الأفضل وذلك من خلال دمج نخبة من أهمّ الممثلين العرب في مسلسل واحد، كمسلسلات "الأخوة" و "روبي" و "جذور"، التي حققت تقدّماً ملموساً في وجه مدّ الدراما التّركية والتي أعادت بصيصاً من الأمل الى المُشاهد المَخذول.
لكن، في الآونة الأخيرة، أفرطت شركات الإنتاج تلك في إضفاء "تعدّد الهويّات" إلى طاقم ممثليها ولم تعد تلقى رواجاً كالسّابق ملقيةً نفسها في فخّ الاستنساخ الحرفيّ كمسلسل "24 قيراط" المنقول عن فيلم أميركي بطلته "جوليا روبرتس" أو شخصيّة "سمرا" الغجريّة المنقول عن "كاساندرا" المكسيكيّة أو مسلسل "سرايا عابدين" توأم شكلي لمسلسل "حريم السلطان" وحالياً سيناريو "وين كنتي" المستوحى من "العشق الممنوع" التركي. وبسبب طول الائحة لن أسترسل في تعداد المزيد من الأعمال الدراميّة المُستنسخة وإن تخلّلها بعض التعديلات لتضليل المشاهد وإقناعه بأنها ثمرة إبداع وليس العكس.


أخيراً، وفي نظرة عامّة على الجدول الرمضاني الحافل هذه السّنة، ما زالت تتراءى لنا بعض المشاهد التي سبق أن رأيناها في الأعمال الإخراجية الغربية، كتبرّج الممثلة الدّائم أو موائد الطعام الفاخرة أو اللّباس الأنيق وأهمّها السّعي الدّائم إلى إبراز وجوه فائقة الجمال، لعلّها تجنّب العمل خطر الفشل وتوصله رغم الأداء الضعيف الى الغاية الأساسيّة، التي هي تحقيق أعلى نسبة من المشاهدين والتفوّق الدرامي خلال شهر رمضان.
إذاً لماذا تلجأون دائماً إلى
إنجازات الآخرين وتستخفون بقدراتكم الخلّاقة التي لطالما ذكرها التاريخ؟ لم لا تخرجون من إطار المواضيع "المُستعملة" التي برع بها الغير، كالخيانة الزوجية أو حاجز الفقر والثراء التقليديّة أو حقبة الانتداب العثماني؟ ألا تكفيكم المشاكل الإجتماعيّة الآنيّة المتفاقمة في مجتمعاتنا لتفعيل عنصر الإبداع لديكم وابتكار أعمال ذات اشكالية جديدة؟!
أنتم من يحتجز الإبداع العربي في إطار صغير ومحدود لا تدخله بتاتاَ ذرّات الفكر والتجديد وأنتم من ينشغل دائماً في تقديم صورة مستنسخة عن الغير متناسين قيمنا الفكريّة والفنيّة الفطريّة.

أعمالكم أصبحت كالظلّ الذي يلاحق مجد أعمالهم ونجاحاتكم المَزعومة ليست سوى فيلم مُدبلج فكرياً. فلا تجادلونني بما نشاهده اليوم على شاشاتنا ولا تدّعون النجاح، لقد فشلنا، فشلنا حتى في النقل والاستنساخ وهذه حقاً قمّة الفشل.

هناك تعليق واحد:

  1. المصيبة الأكبر انها تبث روح السلبية وتحفيز على الشر والسلطة والانتقام وليس على قوة الروح واستعمال المنطق وبث روح الإيجابية.

    ردحذف