الأربعاء، 20 يناير 2016

إمرأة مطلقة
ممنوعة من الحب!

 


بقلم ستيفاني السخن
لا، إنه ليس عنوان فيلم مصري أخرجه يوسف شاهين او حلمي رفلة أو علي بدرخان، وتلعب دور البطولة فيه فاتن حمامة او سعاد حسني او سهير رمزي. إنه باختصار عنوان لحالة إجتماعية أليمة، ما زالت تعيشها المرأة اللبنانية في القرن الواحد والعشرين، على الرغم من مظاهر التحرر التي تبدو عليها.
  
من هنا، يميل الإنسان بطبيعته البشريّة إلى البحث المستمرّ عن شريك  يقاسمه تجارب الحياة كلّها. غالباً ما يتكلّل هذا الارتباط بوحدة أبديّة ولكن أحياناً، وعلى الرغم من الإنسجام التامّ، تظهر ومن العدَم بعض العوامل الخارجية، لتمارس ضغطاً، مباشراً كان أو غير مباشر على مصير بعضٍ منها.

نستهلّ النقاش بأولى التأثيرات الخارجية وأهمّها؛ "الطّبقية"
أي تصنيف الأفراد بحسب مقاماتهم الإجتماعية والتركيز على هذه النقطة القابلة للتغيير ، كما لو أنّها المعيار الوحيد الذي تُبنى  على أساسه علاقة صحّية صحيحة، متناسين أنّ الكيان الإنساني، بغضّ النظر عن حجم ثروته المالية، هو ثمرة الأفعال الناتجة من القيم والمبادىء التي تمثله.

ما الذي يفرق بين قاتل "غنيّ" و قاتل "فقير"؟!
في أحكام القانون المجرم يبقى مجرماً سواء كان فقيراً أو ثرياً. ولإدانة هذا الجرم القبيح يُعتمدْ على ما قام به و ليس على ما يملكه .
إذاً أفعال الإنسان تبقى دون جدل المرتكز الاوّل في عملية انتقاء الشريك، الثّروة والنفوذ تتراكم أو تُهدَر إنَّما الرقي والأخلاق ثابتان يحددان هويته الأخلاقية -الإجتماعية.

"الأحكام المسبقة" هي ثاني أبرز العوامل الخارجية التي تؤثر بشكل أو بآخر على مجرى العلاقات، مثل عقدة "الطلاق"، وخصوصاً اذا كان الامر يرتبط بالمرأة. فبعد حصولها على مستندات الطلاق بفترة زمنية طويلة، يضحك لها القدر من جديد فتلتقي رجل أحلامها الضائعة، فتلتئم جروحها العميقة مجدداً، و تعود إلى قلبها المنكسر نبضاته السريعة، ظناًّ منها أنّه سوف يتقبل و بصدرٍ رحب مشاكل ماضيها المتراكمة،  وإذا بها تصبح ضحية التدخلات الخارجية والتنظيرات المتهافتة لإدانة امرأة لم ترتكب جرماً إلّا أنّها جدّدت أملها برجل آخر، ضعيف الشخصية، تتحكَّم به أهواء وآراء الناس السطحيّة، وتسيّره كما يحلو لها بحجّة "إنّها امرأة  مُطلّقة" علماً أنّ نساء الكون كلّها عرضة لهذه التجربة المرّة !!
لماذا يُحكَم إذاً بالإعدام مسبقاً على امرأة "مطلّقة" ؟ ألا يجوز لامرأة خذلتها الحياة أن تقاوم و تخوض التجربة عينها مرّة أخرى أو أنّه فُرض عليها بحكم العادات والتقاليد البالية التحلي بالصبر و التكتّم عن الظلم اليومي الذي تعانيه تحت رحمة شخص علّقت عليه كلّ آمالها و أحلامها فخذلها؟


ما أعرفه حقّ المعرفة أنّنا شعب يصطنع الفرح ولكنّنا بالحقيقة لا نعيشه, نحن  شعب يرتدي أغلى الملابس، نقتني أفخر السيارات ونسكن أرقى القصور و لكنّنا في الحقيقة ، و من الداخل متخلّفين ، متعطشين في غريزتنا إلى رضى الآخَرين، نركّز اهتمامنا على أمور الحياة المادية والفانية دون أن نعي حقيقة ما أضعناه؛ الحبّ الأزلي !

هناك تعليقان (2):