الخميس، 22 أكتوبر 2015

قضية

من يملك بحر لبنان وشواطئه؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لصوص الدولة سرقوا بحر لبنان!
الشاطىء اللبناني ممنوع على الفقراء (الصورة لريتا معماري)
بقلم جوزف قرداحي
قد يكون بيتك على مرمى حجر من شاطىء البحر في لبنان، ولكن من المستحيل أن تصل إليه، قبل أن تقطع مئات الأميال في السيارة، وتمضي نصف نهارك في البحث عن هذا الشاطىء المفقود! لماذا؟ لأن البحر في لبنان وشاطئه قد تعرضا لعملية سطو ومصادرة، من قبل عصابات المال، وعلى عين الدولة، ومباركة رجالاتها، وتواطؤ أهل السلطة فيها.

البحر في لبنان، صادرته الأيدي السود... تلك الأيدي التي حوَّلت كل ما هو جميل إلى قباحة، وحجبت الشمس والهواء والطبيعة عن الناس، لتزيد أرصدتها في المصارف. تلك الأيدي التي صافحت الشيطان وتحالفت معه، وسرقت الجنة واغتصبت ساكنيها، وطردت منها الملائكة والعصافير، لتُسكن فيها طبقة من اللصوص أطلقت على نفسها: طبقة الـVIP.


مصادرة الشاطىء في العقيبة (الصورة: لريتا معماري)


البحر في لبنان، أصبح حكراً للأغنياء، بفضل طبقة اللصوص التي جعلت الشاطىء الممتد من الناقورة جنوباً حتى العريضة شمالاً، منتجعات خاصة، وفنادق فخمة، ومجمعات سياحية لا يدخلها إلا "النخبة" من الموسرين. فيما البحر في كافة بقاع الأرض، ملكٌ شرعي وحصري للناس، لا تستطيع أي قوة أو قانون أو مافيا في العالم، منع أي مواطن من ارتياد الشاطىء والاستحمام في البحر، دون قيد أو شرط أو بدل مالي، باستثناء شروط السلامة العامة.

فندق الموفمبيك... يصادر بحر بيروت ويمنع الشاطىء عن اللبنانيين

في لبنان فقط، يستطيع متمول سعودي مثل الوليد بن طلال، مصادرة الشاطىء في بيروت وبناء فندق "الموفنبيك" الشهير عليه، وإقامة مجمعات خاصة، يرتادها فقط طبقة اللصوص من جماعة الـVIP.
في لبنان فقط، يستطيع لورد مالي مثل روجيه أده، أن يصادر آلاف الهكتارات من الشاطىء في جبيل، ويبني عليها منتجعه الشهير "إده ساندز"، ويمنع أبناء جبيل من ارتياد بحرهم إلا مقابل بدل دخول يصل إلى الـ70 دولاراً للشخص الواحد.


في لبنان فقط، يستطيع السارق أن يصبح نائباً أو زيراً أو رئيس حكومة، ويدافع عن طبقة من اللصوص، أطلقت على نفسها زوراً طبقة الـVIP، وسرقت البحر والشاطىء والهواء... من اللبنانيين الغارقين في سبات عميق، لن يستفيقوا منه إلا حين يكتشفوا أن شاطئهم وقد تحوّل إلى باخرة، لا يدخلها إلا طبقة الـVIP التي صنعت شرفها باللصوصية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق