الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016


يا زعماء لبنان "جنو ونطو"!


بقلم ستيفاني السخن
"جنو نطو", أغنية راقصة دخلت الوسط الفني المنحدر من بابه العريض دون الحاجة الى أي جهود تسويقية تروج لها.

هذه الأغنية حققت انتشاراً سريعاً وواسعاً على كافة الأراضي اللبنانية وبالتالي أصبحت الجزء الأحبّ على قلب كلّ مواطن لبناني خلال مناسباته الاجتماعية كافة.
من المستحيل اليوم اقامة أمسية أو مائدة أو مناسبة دون التطرّق اليها ولو لدقائق معدودة. متى بدأت تحوّل الجمع الى آلة راقصة واحدة, الكلّ "يجنّ" والكلّ "ينطّ" كما تفرض عليهم كلماتها البسيطة. متى بدأت, تشابك الجميع بالأيادي, العجوز مع الشاب, المتفاخر مع المتواضع, الفقير مع الغني, القواتي مع العوني, الشيعي مع السني واللاجىء مع المغترب...  متى بدأت لا مكان للنعارات أو حتى الانشقاقات التي لطالما أعاقت الوحدة الوطنية.

والجدير بالذكر, أنها قد تكون الأغنية الوحيدة التي شملت ارضاء الذوق اللبناني المتشعب طبقياً وسياسياً ومذهبياً, بغض النظر عن مدى بساطتها وانسيابية لحنها الحماسي.
كما أنها تختلف كلّ الاختلاف عن سائر الأغنيات الشعبية المتداولة التي لطالما اتّسمت ب"التسييس" والتحريض, حيث يبدأ المدعوون رسم شعاراتهم السياسية على أياديهم في وجه منافسيهم, مطلقين بالتالي شرارة "الحزازيات الطائفية" التي قد تسبب أحياناً في تحويل بعض الافراح الى أحزان.

وفي ظلّ الشغور الرئاسي اللامتناهي وسوء معالجة الملفات العالقة وتفاقم الشحن السياسي بين الفرقاء وتأثيره على الوضع العام للمواطنين , أتت هذه الظاهرة الفنية الجديدة لتعيد شمل ما فرّقته السياسة على الأرض, لا سيّما خلال أمسيات صيف ال 2016 الحارّة وموائد الآحاد الودية وغيرها من المناسبات الاجتماعية الشعبية.

وانطلاقاَ من تأثيرها الايجابي ونجاحها المستمرّ, أتوجه الى القيّمين على الحياة السياسية في لبنان ولا سيّما على طاولة الحوار للاستعانة بهذه الأغنية لعلّها تضفي جواّ من التناغم والألفة بين أقطابها  وتلين الحقد المتوارث في ما بينهم وتكون آخر الحلول التعجيزية لانهاء النزاع السياسي القائم في لبنان منذ القدم.
فلم لا نختتم ما نسميه بطاولة الحوار أو جلسات مجلس النواب والوزراء بميدلي صغير ل "جنو نطو"؟ لم لا تكون هذه الأخيرة البادرة في توحيدهم كما فعلت بجميع اللبنانيين الذين سئموا الرقص على رنين النزاعات وهدير الفتنة وباتوا لا يقبلون الا "بجنو نطو" نشيدا للسلام وشعاراَ لوحدتهم الوطنية المرجوة!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق